ذلك.
وقال عيسى التركي صاحب تكريت (?):
وما ذاتُ طوقٍ في فروع أراكةٍ ... لها رنّةٌ تحت الدُّجَى وصدوحُ
ترامت بها أيدي النوى وتمكّنتْ ... بها فُرْقة من أهلِها ونزوحُ
فحلَّت بزوراءِ العراق وزُغبُها ... بعُسفَان ثاوٍ منهم وطليحُ
إذا ذَكرتْهمْ هيّجتْ ذا بلابلٍ ... وكادت بمكتومِ الغَرامِ تَبوحُ
بأبرح من وجدي لذكراكمُ متى ... تألّق بَرقٌ أو تنسَّم ريحُ
فانظر إلى هذا التركي كيف علمته اللغة العربية هذا الشعر الذي يسيل شهداً، ويكاد ينطف منه الرواء، وتفوح منه روائح الفاغية العسفانية، أليس هذا دليلاً على ما للغة العربية من قوة وصقل للمواهب، ثم يأتي اليوم من يرفع صوته -بلا حياء- داعياً إلى اتخاذ الحرف اللاتيني بدل الحرف العربي. فإن هذا المسلم التركي لو كتب بالأحرف اللاتينية لقال: (فهلت بزورا الإراك وسكبها) ... إلخ!
عَسِيب: بفتح العين المهملة وكسر السين وآخره موحدة:
جبل بارز مشهور في ديار هذيل يقع على طرف وادي الزبارة، وهو صدر وادي مر الظهران بعد اجتماع النخلتين، أهله بنو عمير من هذيل، وبعض الأشراف وغيرهم. وفي كتب المتقدمين يخلط بين عسيب هذا وعسيب آخر بوادي النقيع قرب المدينة،