عرفات: المشعر المعروف من مشاعر الحج، وهو أشهر من أن نعرّفه، وليس هو جمع عرفة كما يظن البعض، إنما هو مفرد على صيغة جمع، وله نظائر في لغة العرب، وهي فسيح من الأرض محاط بقوس من الجبال يكون وتره وادي عُرَنة، فمن الشمال الشرقي يشرف عليها جبل أسمر شامخ، وهذا الجبل يسمى (جبل سعد) ومن مطلع الشمس يشرف عليها جبل أشهب أقل ارتفاعاً من سابقه ويتصل به من الجنوب، وهذا يسمى (ملحة) ومن الجنوب تشرف عليها سلسلة لاطئية سوداء تسمى (أم الرضوم) أما من الشمال إلى الجنوب الشرقي فيمر وادي عرنة -بالنون- وكل هذه الديار لقريش، وحدُّهُم وراء جبل ملحة من مطلع الشمس، وادٍ يسمى الوصيق، شرقه لهذيل وغربه لقريش، وبعرفات جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة شبيهة بالبرث، يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف، وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: وقفت ههنا - بعرفة وعرفة كلها موقف. والوقوف بها بعد صلاة الظهر من اليوم التاسع من ذي الحجة، ويجوز الوقوف إلى فجر اليوم العاشر. وهذا الجبل يسمى: جبل الرحمة، ويسمى القُرين وكان يسمى (إلاَلاً) وقد يسمى (النابت). قال النُّمَيري، واسمه محمد ابن عبد الله الثَّقَفي (?):
وقامت تراءى يوم جمعٍ فأفتنت ... برؤيتها من راح من عرفات
وقال عمر بن أبي ربيعة (?):
عفت عرفات فالمصائف من هند ... فأوحش ما بين الجَرِيبَينْ فالنهد