تصبح إيران أو جزء منها على الأقل منطقة عبور لمثل هذه الموارد.

ولا يعرف على وجه التحديد متى وصل الإيرانيون الذين ينتمون إلى العناصر الهندو أوربية التي كونت إمبراطوريات عظيمة فما بعد؛ ولكن من المرجح أنه في خلال الألف الثانية قبل الميلاد قامت هجرة عظيمة من الشعوب الهندو أوربية من مواطنها التي كانت على الأرجح في السهول الأوراسية جنوب روسيا، وقد تفرعت هذه الهجرة إلى شعبتين: غربية دارت حول البحر الأسود وعبرت البسفور ثم وصلت إلى آسيا الصغرى "وفي أثناء دورانها تقدمت بعض جماعاتها إلى شبه جزيرة البلقان" ويطلق على هؤلاء اسم الهندو أوربيين، وشرقية دارت حول بحر قزوين وعبرت القوقاز ثم وصلت إلى منحنى الفرات واختلطت بالحوريين الأصليين الذين كانوا أيضًا من أصل آسيوي، ونشأ عن ذلك الاختلاط قيام مملكة ميتاني، وقد خرجت من هذه الجماعات بعض العناصر المحاربة التي تستخدم الجياد إلى امتداد جبال زاجروس واخترقتها جنوبًا إلى منطقة اشتهرت فيما بعد كمركز لتربية الخيول، وقد بدأت هذه الجماعة في تلك المنطقة كأقلية نشيطة سرعان ما طغى نفوذها على سكانها الأصليين الذين كانوا يعرفون باسم الكاشيين وامتصتهم، وهذه المجموعة الشرقية كلها عرفت باسم الهندو إيرانيين.

ويمكننا أن نتخيل بأن الإيرانيين وصلوا إلى الهضبة بزوجاتهم وأولادهم وحيواناتهم، وقد انتهزوا فرصة انقسامها إلى عدد من الدويلات فدخلوا في خدمة أمرائها كمحاربين مرتزقة وتمكنوا في النهاية من أن يستأثروا بالسلطة وأجبروا السكان الأصليين على الخضوع لهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015