ظهرت أقدم محاولات الإنسان في الرسم والنقش في العصور قبل التاريخية حيث بدأها على الفخار بتزيينها بزخارف هندسية وأشكال حيوانية ونباتية انتشرت بعض طرازها إلى إيران شرقًا وإلى البحر المتوسط غربًا. ومن فترة التمهيد للكتابة ظهر النقش البارز وشاع استخدام الأختام الأسطوانية، ويبدو تأثر الفنان في هذه المرحلة بمظاهر البيئة التي عاش فيها؛ إذ تغلب على الأشكال والزخارف التي رسمها ظاهرة التداخل حتى إنه تصرف في أشكال الحيوانات فجعل رقابها أو ذيولها تتداخل أو تتقاطع بحيث تبدو كأنها كائنات خيالية.
وفي عصر فجر الأُسَر استبدل هذا الطراز الزخرفي بأسلوب تصويري وتعددت الموضوعات التي تناولها الفنان وتنوعت وسائله للتعبير عنها؛ فقد يلجأ إلى تمثيل المناظر التي يبدعها بقطع مختلفة الألوان من الأصداف المسطحة تكملها خطوط محفورة في ألواح ارتوازية تثبت في الجدران. وقد وجدت نماذج جميلة للنحت منذ أقدم العصور، ومن خير الأمثلة على ذلك القيثارة الممثل بها رأس ثور "شكل 50"، وفي حالة النحت البارز على السطوح كانت الحيوانات تمثل من الجانب؛ بينما تبرز رءوسها إلى مواجهة الناظر "شكل 51"، أما الأشخاص فكانوا يمثلون