الأطباء لم يكن قليلًا، ومنهم من كانوا يؤدون عملهم كموظفين رسميين وخاصة لدى الملوك ومنهم من كانوا يعملون لحسابهم، وقد يرسل بعض الأطباء الرسميين إلى ملوك بعض الأقطار الأخرى لعلاجهم؛ كذلك كان الأطباء ينقسمون حسب تخصصهم إلى جراحين ومعالجين بالعقاقير، وقد عرفوا كثيرًا من الأمراض وصنفوها ووصفوا أعراضها وعلاجها وكيفية استعمال الأدوية المختلفة التي قسموها حسب مصادرها إلى أدوية نباتية وأخرى حيوانية وثالثة معدنية، كما قسموها من حيث استعمالها إلى أدوية تستعمل من الظاهر أي: دهون وأخرى للتناول، واستعانوا ببعض الأدوات لوضع الأدوية في أماكن دقيقة من الجسم مثل العين والأذن إلى جانب استعمال بعض الأدوات الجراحية، ورغم كثرة ما خلفه أهل بلاد النهرين من النصوص لا نجد تنوعًا كبيرًا في آدابهم؛ إذ إن معظم ما تناولته كان متعلقًا بالأساطير الدينية إلى جانب التدوين التاريخي وبعض الرسائل وكلها تتضمن بعض الأمثال والحكم، وبالطبع ليس من السهل فهم كل هذه الأمثال؛ لأن البعض منها يتناول ما كان سائدًا من عادات وتقاليد وظروف مختلفة ما زلنا نجهل الكثير منها.