فكروا في مختلف النواحي العلمية، ومن أهم ما عنوا به محاولة التعرف على الكون ومكان بلادهم منه وما حواه من بلاد أخرى، وقد اعتقدوا أن الأرض شبيهة بالسماء؛ فهي كنصف كرة مقلوبة تعلوها السماء التي تتكون من ثلاث طبقات أو سبع طبقات ويحيط بالسماء البحر أو المحيط السماوي؛ كذلك قسموا الأرض إلى ثلاث طبقات أو سبع أهمها الطبقة العليا التي يسكن فيها البشر والطبقة الوسطى وهي منطقة المياه والطبقة السفلى وتسكنها أرواح الموتى، كما جعلوا لها أركان في الجهات الأربعة الأصلية.
وبازدياد النشاط التجاري والفتوح الخارجية تعرفوا إلى مناطق مختلفة ووصلوا إلى أماكن بعيدة فعرفوا قوائم مطولة بأسماء المدن والبلدان والأنهار وغيرها من المعالم الجغرافية في بلادهم وفي الأقطار المجاورة؛ بل وتحوي بعض مؤلفاتهم في هذا المضمار إضافات لتفسير أسماء بعض الأقاليم والمدن وأسماء المعابد كما تحوي بعضها كذلك معلومات أخرى مفيدة مثل: تعداد المدن وتعريف المسافات فيما بينها، ومما يدل على تقدمهم في النواحي الجغرافية ما عثر عليه من نصوص تبين طرق مسح الأراضي وتخطيطها ورسم الخرائط لبعض المدن، وتعد الخريطة التي عثر عليها لمدينة "نفر" من أقدم الخرائط المعروفة وهي من الدقة بحيث ساعدت المنقبين على التعرف على الأماكن المهمة التي كانت في تلك المدينة، وقد وجدت كذلك خرائط لمدن أخرى؛ كذلك عثر على محاولة لرسم خريطة للعالم المعروف لديهم وهي تصور الأرض في هيئة دائرة يخترقها نهر الفرات في الوسط وهو يأتي من الجبال الشمالية ويصب في