والميتاينون في كتابة لغتهم وظلت هذه الكتابة مستعملة إلى العصر المسيحي.
وقد ظلت العلامات المستخدمة كرموز تدل على كلمات جنبًا إلى جنب مع العلامات المستخدمة كمقاطع صوتية؛ فكان عدد العلامات المستخدمة لا يقل عن "600" علامة تقريبًا، منها نحو "150" علامة فقط هي التي كانت تستخدم استخدامًا صوتيًّا بحتًا، وعلى ذلك لم يكن من السهل معرفة هذه الكتابة؛ إلا بدراستها وتحديد المقصود من علاماتها المختلفة، وقد بُدئت محاولات في ذلك منذ أقدم العصور حيث عثر على قوائم ترجع إلى عصر فجر الأُسَرِ، بها العلامات المسمارية وقيمتها الصوتية ومعانيها، وربما كانت هذه أقدم المعاجم التي عملها الإنسان.
وكان لنجاح هذه الخطوة أثره؛ إذ تنوعت المعاجم فيما بعد حيث وصلتنا معاجم لغوية تتناول مفردات ومصطلحات وجمل سومرية وما يقابلها في البابلية؛ كذلك وجدت معاجم تتناول أسماء الحيوان والنبات والأدوات المصنوعة من مواد مختلفة وأسماء الأشجار وأجزائها وثمارها وأسماء المنشآت المعمارية وغيرها.
وتدل شواهد الأحوال على أنه -إلى جانب المدارس الخاصة بالمعابد- كانت هناك مدارس خاصة للتعليم، وأول ما كان يتعلم الطالب فيها هو الخط أو الكتابة المسمارية ثم يتدرج بعد ذلك إلى تعلم اللغة وقواعدها. وفي العهد البابلي وما بعده كان على الطالب أن يتعلم لغتين السومرية والبابلية؛ ولذا كان التعليم يستغرق وقتًا طويلًا وخاصة إذا أراد الطالب أن يكون