يقومون بالطقوس الدينية ويعدون وسطاء بين الإنسان وربه، ومن هؤلاء من امتازوا بالحكمة وبلغوا مرتبة عالية في التفكير وقد عرفوا باسم الأنبياء، وكانوا يهدفون إلى رقي الفرد وسلامة المجتمع؛ فربطوا بين الدين والأخلاق ونادوا بعبادة إله واحد، واعتبروا قواعد السلوك كأوامر إلهية، وقد مرت التوراة بمراحل متعددة بدأت بالرواية التي يتناقلها الخلف عن السلف، ثم انتقلت إلى مرحلة التدوين وفيها جمعت من مدونات تاريخية قبل السبي وبعده، وقد تعرضت للتنقيح وحذفت منها بعض الأمور كما ضاعت أثناء الجمع بعض الأسفار التي اكتفي بالإشارة إليها أثناء النسخ، وإلى جانب التوراة وجدت مجموعة من القواعد والأحكام والوصايا والشروح والتعاليم ظلت تنتقل مشافهة عن طريق الرواية ثم دونها علماؤهم لتكون دستورًا لهم، وقد عرفت هذه باسم التلمود، وقد انقسم العبرانيون تجاه التلمود فمنهم من لم يعترف بغير التوراة وأنكروه وهؤلاء هم القراءون، ومنهم من اعترف بالتلمود واعتبر أنه موحى به إلى من كتبوه وهؤلاء هم الربانيون.

وينبغي أن نلاحظ بأن هناك تلمودين: أورشليمي وبابلي، والأورشليمي هو ما وضعه أحبار أورشليم ويحتوي على "39" بحثًا بالعبرانية، وقد كتب ابتداء من القرن الثاني إلى القرن الرابع الميلادي، أما التلمود البابلي؛ فقد بدئ في بغداد في أواخر القرن الخامس ويشمل "36" بحثًا بالآرامية وبه بعض الشروح العبرانية؛ ولكنه أربعة أضعاف الأورشليمي وهو المتداول بين اليهود، ويتألف التلمود من "المشنة" أي المتن أو الشريعة وهي التي تشتمل على الأحكام الدينية المكملة لشريعة موسى وتفسر ما يلتبس فهمه منه "والجمارا" وهي الشرح والتعليق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015