في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى من العالم القديم؛ فمثلًا نعلم من هذه الوثائق أن مملكة أمورية اسمها "يمخاد" كانت عاصمتها حلب، وأن "جبيل" كانت مركزًا صناعيًّا مهمًّا للنسيج، و"قطنة" كانت مركزًا تجاريًّا؛ كذلك عرفنا أن "زمري ليم" كان يعاصر الملك البابلي حمورابي، وأنه كان آخر ملوك ماري.

ورغم هذه الحضارة فإن الأموريين لم يتركوا كتابات مهمة بِلُغَتهم؛ بل اقتصروا في تدوينهم بها على أسماء ملوكهم وحكامهم وبعض الأماكن في الإقليم السوري، أما أهم مدوناتهم؛ فقد كتبت بالأكدية التي شاع استخدامها كلغة تدوين رسمية.

ويبدو أن وقوع الأموريين بين آسيا الصغرى في الشمال، ومصر في الجنوب وبلاد النهرين في الشرق قد أكسبتهم مهارة سياسية في بعض الظروف؛ وخاصة عندما أخذ الحيثيون في آسيا الصغرى في القوة، وبدأت مصر في الضعف؛ فقد أخذ بعض الحكام الأموريين الذين كانوا يخضعون لمصر فيما سبق يستغلون الظروف ويعلنون استقلالهم، ومنهم من تظاهر بالولاء للمصريين وفي نفس الوقت كان يتعاون مع الحيثيين في غزوهم لبعض المناطق؛ بينما يستولى لنفسه على بعض المناطق الأخرى، ويبدو ذلك واضحًا في أواخر عهد الأسرة الثامنة عشرة المصرية.

أما عن ديانة الأموريين؛ فقد وجدت لديهم معبودات مختلفة منها الإله أمورو "مارتو" الذي عرفت عبادته في بلاد النهرين وكانت زوجته الإله عشتار إلهة الحب والقوة، التي يرجح أنها مقتبسة من الإلهة البابلية عشتار، وقد وجدت في أنقاض قصر ماري الذي أشرنا إليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015