بنقل المتاجر عبر شبه الجزيرة، ووصلوا بتجارتهم إلى الشام، كما أنهم كانوا أحيانًا يجمعون في الانتقال بالمتاجر بين اتخاذ طريق بحري وآخر بري؛ إذ كانوا يعبرون البحر إلى الشاطئ الأفريقي ثم يسيرون بحذاء الشاطئ تتبعهم سفنهم من مكان إلى آخر. ويبدو أن ملوك "أكد" ببلاد النهرين اتصلوا بالمناطق الواقعة في جنوب شرق الجزيرة، كما يبدو ذلك من نصوص "نارام سن" و"جوديا" كبير كهنة "لجش"، والظاهر أن بعض القبائل الجنوبية وقفت إلى جانب ملك دمشق في حربه ضد الملك الأشوري "شلنصر الثالث"، وبعد ذلك نجد في النصوص الآشورية ما يشير إلى وصول جزية وهدايا من السبئين إلى ملوك آشور؛ إلا أنه من المستبعد أن يكون الأشوريون قد وصلوا إلى جنوب شبه الجزيرة وفرضوا الجزية على سبأ، والأرجح أن بعض الجاليات السبئية كانت مستقرة على طول الطريق التجاري بين شمال الجزيرة وسوريا وهذه هي التي تعرضت لإغارات الأشوريين، كما أنه من الجائز أيضًا أن يكون ما ذكره الأشوريون عن جزية السبئين لا يدل إلا على هدايا أرسلها السبئيون لتوطيد صلات الصداقة معهم والمحافظة على نشاطهم التجاري في شمال شبه الجزيرة.
ولا بد من الإشارة هنا إلى ما تذكره الأساطير المصرية من أن المصريين كانوا ينتمون إلى أتباع حور، وأن هؤلاء هم الذين جاءوا من الجنوب والشرق وعلموا المصريين الحضارة وأخضعوا البلاد لسلطانهم. ويرى كثير من الباحثين بأن في هذا إشارة إلى أن أتباع حور قد جاءوا من شبه الجزيرة وعبروا البحر الأحمر وتجولوا على طول الساحل الأفريقي ثم تقدموا شمالًا حتى وصلوا إلى مصر؛ كما أن الاتصال المستمر بين مصر