بل غاية ما ستجده –ولعلي أتعجّل النتيجة- كلماتٍ إيمانية تربوية عميقة، وإشاراتٍ قلبية رقيقة، ذاتِ طلاوة تمتنع على الترجمة من غير نقصان بهائها، وكأني بالشيخ محمد قد أرسل ألفاظها وانتقى كلماتها في أبها أيامه، وأثناء وصوله إلى ذروة صفاء حياته وأقصى انغماسه الإيماني، تخاطب قلب وروح طالب العلم قبل عقله، ونتائج تجربة عملية تربى عليها الشيخ –حفظه الله- يقدمها لطلاب العلم، وليس ذلك بدعاً عليه، وهو الذي تربى في بيت علم، ونهل من معين عالم جهبذٍ، ومحدث فقيه، ومؤرخ لغوي، ونسّابة، سِيَرِيّ (?) [4] ) ، وهو والده رحمه الله الذي عرفته أروقة وسواري المسجد النبوي وعرفها، ولطالما دوى صوته بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه زهاء ثلاثين عاماً.

هو الشيخُ وابن الشيخ والشيخ جَدهُ ... ... ... فيا حبذا شيخٌ تناسلَ من شيخِ

يأتي هذا الكتاب لينير لطلاب العلم الشرعي الدرب، ويبصّرهم بمداخل الشيطان فيه، ويكشف لهم عن تجربة طويلة مع مراحل الطلب.

كل ذلك ببيانٍ يقوم على تحليل علمي رصين، وتشخيصٍ موفق دقيق، وسَيْرٍ وراء الدليل، واتباعٍ لأثارةٍ من علم السلف الصالحين.

أبدتْ نقُولُك ما أخفيت من حِكَم ... ... موروثةٍ عن جدود وأنجُمٍ زُهُرِ

وسميته (معالم (?) [5] ) تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية) .

ولعل في نشر هذه المعالم والتوجيهات خدمة لإخواني طلاب العلم، ورفعاً لهممهم، وتسديداً لخطواتهم، ووفاءً لبعض حق الشيخ، فإنما العالم بطلابه.

وإن أنسى فلا أنسى التنبيه على أن مادة هذا الكتاب في الأصل مسموعة، فلا ضير أن يوجد التفاوت بين الأسلوبين: أسلوب الكتابة، وأسلوب الإلقاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015