وينبغي لطالب العلم إذا تقدم للإمامة أن يحفظ مسائل الإمامة وأحكامها، ويتصل بالعلماء ويستشيرهم عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، ويجعل لأهل الحيّ درساً أسبوعياً في مسجده، ويفتح للناس قلبه، ويسمع مشاكلهم، فإن الإمامة بمثابة الأبوة للناس، وإمام الحي لا يكون إماماً بمعنى الكلمة، إلا إذا جمع بين رضاء الله ورضاء الناس، وذلك بالتودد لهم والتلطف لهم في حدود الشرع.
فيا شباب الإسلام..
ويا طلاب العلم..
ويا ورثة الأئمة الأعلام..
إن ثغور الإسلام باكية..
إن منابر الإسلام شاكية..
إن ثغور الإسلام تنتظركم..
إن ثغور الإسلام تنتظر من طلاب العلم أن يسدوها، وأن يحموا حماها، وأن يغاروا لله وفي دين الله على ما فيها..
يا طلاب العلم.. مَن للحكمة والسنة والقرآن؟..
من للعقيدة والإيمان؟..
مَن يحمي حمَى (طاعة) الله المجيد؟..
مَن يبصر القلوب بالله؟..
إن وراءكم قلوباً تشتاق إلى لقياكم..
إن وراءكم أمماً تتعطش إلى الجلوس معكم..
إن وراءكم أمماً تنتظر منكم كلمة تدل على الله..
تنتظر منكم موعظة تذكر بالله..
إن وراءكم قلوب ضلّت عن السبيل، تنتظر منكم الهداية والسبيل..
إن وراءكم أمماً هي الخصوم لكم بين يدي الله..
والله، ما من ضال عن سبيل الله، إلا وهو خصم للعالم وطالب العلم بين يدي الله، فالله الله فيما حُمّلتم من دين الله، ما أعظم الأمانة التي حُمّلتموها والمسئولية التي تقلدتموها، فاتقوا الله في أبناء المسلمين، اتقوا الله في هذا الدين، ضاعت ثغور الإسلام، جفّت المحابر، وبكت المنابر، فمن لها إن لم تكونوا لها يا شباب الأمة، ويا ورثة العلماء والأئمة، اتقوا الله في هذه الرسالة، المسئولية بين يدي الله عن ذلك عظيمة.