ومن تخلق بذلك ليس بحبيب لله عز وجل، بل جاء في الحديث: (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) (?) [128] ) ، فكيف بالعالم؟
ثانياً: ألا نسكت على من ينتقص علماءنا، ينبغي أن نغار على علمائنا، إذا لم نغر عليهم فعلى من نغار؟ وإذا لم تأخذك حميةُ الدين للعالم، فلمن تكون؟
ثالثاً: نفرق بين من ينقد بأدب، وحسن خلق، وعلى علم وبيّنة، وبين من ينتقد ويطعن في العلماء وطلاب العلم، العرض أمره ليس بالهين، فلو أن ثلاثةً من الصحابة رضي الله عنهم طَعنوا في عرضٍ دون بيّنة -وحاشاهم من ذلك- لما قبل منهم، ولردّت شهادتهم، لقوله تعالى: ((وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) [النور:4] ، فإذا كان هذا في العِرض (?) [129] ) ، فكيف بمن يقذف العالم والداعية في عقيدته ومنهجه؟. فالذي ينبغي التبيّن والتثبت.
الناس كثُر فيها القيل والقال والنقل والشائعات.
رابعاً: الاشتغال بعيوب النفس عن عيوب الناس، لاسيما أهل العلم والفضل، فالماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، وعليك بنفسك وعيوبك.
فللناس ربٌ محاسبهم، ويجزيهم على الخير إحساناً، وعلى غيره صفحاً وغفرانا.
وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر في حاطب رضي الله عنه حين كتب الكتاب للكفار، يكشف سراً من أسرار المسلمين، ومع ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (وما يدريك لعل الله اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم) (?) [130] ) .
هذا يدل على أن العبد الصالح قد يكون بينه وبين الله حسنات تحرق خطاياه وزلَلَه.