بحلي كثيرة منها دلايات من الفضة المطعمة بالأصداف والذهب واللايس لازولي1, ودلايات أخرى من الفضة المطروقة, وأقراط مزينة بقطع من الذهب واللايس لازولي بالتبادل, وأساور من فضة, وعقود طويلة خرزها من أحجار بيضاء ومن الذهب والفضة واللايس لازولي والعقيق, ويوحي تعدد المواد ورقي الصناعة بأن هذه الحلي صنعت في سوسة أو في بلاد العراق؛ حيث عثر على ما يشبهها في المقابر الملكية في أور.
وتنحصر أهمية تلك الحضارة التي وجدت في سوسة وتوغلت إلى وسط هضبة إيران في استخدام الكتابة التي يدل مظهرها على أنها كانت متقدمة عن الكتابة التصويرية البحتة، ومع أنها لم تقرأ بعد؛ إلا أن ما عثر عليه من نصوص كتبت بها يدل على أن هذه النصوص عبارة عن أرقام وعمليات حسابية خاصة بشئون تجارية.
ومنطقة سيالك هي الموقع الوحيد الذي وجدت فيه وثائق مكتوبة قبل عصر الأخمينيين2 داخل الهضبة؛ وحيث إن هذه المنطقة قد تأثرت بحضارة عيلام3؛ فلا بد أن الكتابة والثقافة العيلامية قد انتشرنا إليها عن طريق توسع سياسي عيلامي يحتمل أنه كان لخدمة أغراض تجارية، ومما يرجح هذا الرأي أن الكتابة والثقافة العيلاميتين استمرتا فيها طوال المدة التي بقيت فيها مراكز تجارية عيلامية في وسط الهضبة, ثم اختفت بعد زوالها.
ومع أن التأثيرات الحضارية التي جاءت إلى إيران لم تصل إليها من منطقة واحدة أو في وقت واحد أو بدرجة واحدة؛ فإنها استطاعت أن تمتص هذه المؤثرات, وفي نفس الوقت كانت ثقافتها تنتشر إلى ما جاورها؛ فمثلًا استعملت بلاد النهرين نوعًا من الفخار المزخرف الذي كان شائعا في سيالك وحسار أي: إنه انتقل إليها من إيران.