تحف بالشاطئ الجنوبي لبحر قزوين وتمتد غربًا؛ بحيث تنتهي في منطقة أذربيجان، "وتعرف أيضًا باسم الخليج الميدي" التي تتوسطها بحيرة أرميا الملحة, وتكاد تكون من أكثر مناطق إيران كثافة في السكان؛ حيث يسهل الدخول إليها من الشمال الغربي والشمال والشمال الشرقي؛ مما كان له أكبر الأثر في تاريخها، وفي الشرق توجد جبال خراسان وهي قليلة الارتفاع سهلة العبور وتعد المنفذ الثاني لدخول إيران، وفي الجنوب توجد جبال مكران، أما الجزء الأوسط من إيران فهو صحراء من أجدب بقاع العالم تنقسم إلى قسمين: الشمالي منهما عبارة عن مسطحات طينية ملحة, لا يعيش فيها كائن؛ إلا حيث تقل نسبة الملوحة في جهات نادرة. أما القسم الجنوبي فعبارة عن منطقة جافة تمامًا تنعدم فيها الحياة "انظر خريطة رقم7" فالحياة في إيران منذ عصورها السحيقة محتملة في الوديان والسهول فقط؛ سواء تلك التي تحف بالهضبة من الخارج أو التي توجد بداخلها.

ويمثل السهول التي تحف بالهضبة من الخارج: "أ" سهل خوزستان في الجنوب الغربي "منطقة سوسة القديمة" وهو يعد امتدادًا لسهول العراق, وكان مقرًّا لمدينة قديمة مستقرة؛ إلا أن أهله تأثروا في تاريخهم بالقبائل البدوية وشبه البدوية التي سكنت الجبال والتلال المجاورة، وحينما اتسعت رقعة الإمبراطورية الإيرانية كان مركزها في وسط هذا السهل "حول سوسة"، "ب" السهل الشمالي الذي ينتهي عند الجبال المطلة على بحر قزوين.

أما السهول الداخلية في الهضبة فلم تلعب إلا دورًا ثانويًّا في حضارة إيران, وكانت الصعوبة الدائمة أمام أهلها تنحصر في عدم توفر مياه الري ومحاولتهم تدبيرها، وقد عثر على ما يشير إلى أن القنوات الصناعية استخدمت بها من أقدم العصور إلى عهد الإخمينيين1، وتقع مدن إيران القديمة وعواصمها في مواجهة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015