مع أن الكتاب المقدس يشير إلى الحيثيين كقبيلة فلسطينية؛ إلا أن معلوماتنا عن تاريخ أهل حاتي تقودنا في البحث عن موطنهم الأصلي بعيدًا عن فلسطين, وتذهب بنا إلى قلب هضبة الأناضول وخاصة لأنه لم توجد دولة حيثية جنوب جبال طوروس قبل عهد سوبيلوليوما, وأن الدول السورية الموالية للإمبراطورية الحيثية اقتصرت على المنطقة الواقعة شمال قادش على نهر الأورنت. ورغم أن الجيوش الحيثية وصلت إلى دمشق؛ إلا أنها لم تدخل فلسطين على الإطلاق ولم توجد دولة حيثية من الدول الجديدة جنوب حماة؛ إذ كان يفصل هذه الأخيرة عن فلسطين المملكة الآرامية في دمشق.
وعندما حل الطاعون بأرض حاتي في بداية عهد الملك "مورسيليس الثاني"، وبحث الملك في الأرشيف عن سبب غضب الإله عثر على لوحتين أوضحتا له أن أهمل عيدًا خاصًّا, وأن أهل حاتي قد نكثوا عهد إلههم "جوحاتي" بعد أن أقسموا به في معاهدة لهم مع مصر؛ إذ إنهم أغاروا على أملاكها السورية ثانية وتقدموا إلى العمق ونجحت الحملة؛ فحينما تفشى وباء الطاعون بينهم بدا ذلك لمورسيليس كعقاب واضح.