من تشجيعهم واستعان بهم في تكوين أسطول ضخم.

وعندما توفي بسماتيك الثاني تبعه "أبريس" على العرش، وقد استغل هذا الأخير الأسطول الذي كونه سلفه في غزو فينيقيا ونجح في ذلك بسبب انشغال نبوخذ نصر في حروبه مع ميديا وانسلاخ بعض المدن السورية والفلسطينية عن حكمه وثورة بعض المدن الأخرى عليه, وفي أثناء ذلك هاجر كثير من اليهود إلى مصر وكونوا بها جاليات كبيرة، وهكذا نجد أن القلاقل عادت من جديد إلى شرق البحر المتوسط، ووجد أبريس الفرصة؛ فتقدم بجيشه شمالًا واستولى على صيدا؛ ولكن هذه قاومت طويلًا, ولم ينجح أبريس في الاستيلاء على جنوب فلسطين, وأقبلت الجيوش الآسيوية لطرده, فاتجه بأسطوله نحو قبرص واستولى عليها، ومع أن بعض قوى غربي آسيا تحالفت مع مصر ضد نبوخذ نصر إلا أن هذا الأخير هزم هذا التحالف الذي تكون ضده في ربلة وحاصر أورشليم, وبعد عام أسر ملكها صدقيا وقتل أولاده ونهب المعبد وحرق المدينة، ومع ذلك لم تدم مملكة بابل فقد تمزقت بعد موت نبوخذ نصر.

ولم تكن الحالة سيئة في منطقة غرب آسيا وحدها؛ وإنما ساءت الحالة كذلك في مصر؛ حيث حدثت ثورة في صفوف الجيش في عهد أبريس فرت بعض الوحدات على إثرها إلى النوبة؛ ولكن حاكم الشلال استطاع أن يعيد بعض أفرادها، كما حدث عصيان آخر في صفوف الجيش أيضًا؛ لأن أبريس أرسل قوة معظم أفرادها من المصريين إلى قرطاجة, وقد منيت هذه القوة بالهزيمة وبخسائر فادحة؛ فاعتقد هؤلاء أن الملك أرسلهم إلى هناك للتخلص منهم محاباة منه لليونانيين الذين لم يشركهم في هذه الحرب، وحينما ثاروا ضده أرسل أحد أقربائه ويدعى "أمازيس" لتهدئتهم, ولكن هذا الأخير استمال إليه الجنود العاصون فنصبوه ملكًا عليهم مما أحنق أبريس عليه ودارت الحرب بينهما, ولكن النصر كان حليف أمازيس، ورغم ذلك أشركه في الحكم إلا أن أبريس ما لبث أن ثار فقتله أمازيس وانفرد بالحكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015