نصره إلى الجنود الميليزيين وهذه هي المرة الأولى التي ينسب فيها الفرعون نصره لغير الإله، ومع أنه كون إمبراطورية على إثر الحملة التي قام بها إلا أن هذه كانت مؤقتة ولم تدم طويلًا؛ لأن الأحداث في غربي آسيا تطورت سريعًا؛ فلم تكد تمضي سنتان حتى اتحد ملك ميديا مع ملك بابل, واستطاعا معًا أن يحطما أشور وأن يقتسما ملكها، وقد وقعت سورية ضمن نصيب بابل, وبذلك أصبحت بابل خطرًا جديدًا يتهدد مصر.
ولما تولى "نبوخذ نصر" -الذي كان وليًّا للعهد في مملكة بابل الجديدة "أي: الإمبراطورية الكلدانية"- قيادة جيوشها ذهب نكاو لملاقاته؛ ولكن نبوخذ نصر انتصر عليه وتعقبه بعض الوقت؛ غير أنه رجع إلى بابل بعد أن اتفق مع نكاو؛ لأن والده كان توفي في ذلك الوقت.
ولم تطمع مصر بعد ذلك في آسيا؛ حتى إنها لم تتدخل حينما حاصرت بابل بيت المقدس, واكتفى نكاو بترقية التجارة وتشجيع الملاحة وقد أمر بعثة فينيقية بالدوران حول إفريقيا فأتمت ذلك في ثلاث سنوات "وربما كانت هذه أول رحلة من نوعها في التاريخ" كما أمر بشق القناة التي تربط بين النيل والبحر الأحمر؛ ولكنه تخلى عن إتمامها لوفاة عدد كبير من العمال؛ ولأن الكهنة تنبئوا بأن فائدتها سوف لا تعود إلا على الأجانب.
ولما توفي تبعه "بسماتيك الثاني" الذي ذهب إلى ببلوس لزيارة معبد آمون هناك وربما كان ينوي الاحتكاك مع بابل, ولكنه اضطر للعودة إلى مصر لعلمه بوجود تكتلات في جنوبها؛ ولذا أرسل حملة إلى الجنوب توغلت إلى الشلال الخامس والسادس1، وقد ظلت علاقة بسماتيك طيبة مع اليونانيين وزاد