الضراء بأمر الله الكوني أو الشرعي المباشر كالملائكة وعباد الله المتقين القائمين بشرعه والرياح والجبال وما يعلم جنود ربك إلا هو ولإيضاح الصورة نضرب مثالاً على الوسائط المباشرة المحمودة لإرادة الله بعبده السراء: كالرجل الصالح الذي يُحسن للعبد بشفاعة أو صدقة أو إعانة ونحو ذلك من ألوان الإحسان طاعة لله عز وجل وطمعاً في ثوابه , مثال آخر ملائكة الرحمة حينما تُريد قبض روح العبد وتبشره بروح وريحان وجنة نعيم ونحو ذلك. ومثال الوسائط المباشرة المحمودة لإرادة الله بعبده الضراء جزاءً وفاقاً: كالرجل الصالح الذي يُقيم الحد على العبد الذي أصاب حداً من حدود الله. مثال آخر ملائكة العذاب حينما تريد قبض روح العبد وتبشيرها له بالعذاب ونحو ذلك.

أما القسم الثاني فهي الوسائط الغير مباشرة وهم الذين يُصيبون العبد بالسراء أو الضراء بأمر الله الكوني الغير مُباشر لهم, وقد تكون هذه الوسائط مذمومة مستدرجة كالشياطين والظالمين والكفار ونحوهم أو تكون وسائط غير مذمومة كأن يقيَض الله لك من ينتفع من تجارتك وتنتفع منه بالبيع والشراء ونحو ذلك أو يُسلَط الله عليك من يظلمك وهو متأول معذور عند الله. مثال الوسائط المذمومة الغير مباشرة لإرادة الله بعبده السراء: كالرجل الكافر يحوط وينصر قريبه العبد المؤمن الداعي إلى الله كما كان من أبي طالب حين دافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.وكذلك عطف الوالدين الكافرين على ولدهما ومثال الوسائط غير المباشرة لإرادة الله بعبده الضراء المذمومة كتسليط شياطين الإنس والجن على العبد بالحبس والتضييق والسحر والمس ونحو ذلك علماً أن هذه الوسائط (مُستدرجة) مذمومة وهي ظالمة.

وكيفية تعامل المسلم مع هذه الوسائط ما يلي:

من صنع إليك معروفاً كافئه ومن أرادك بسوء فدافعه.

أما كيفية تعامل المسلم مع الله عز وجل: المسلم إذا ابتُلي صبر وإذا أُنعم عليه شكر وإذا أذنب استغفر.

وعلى هذا فالمعطي للعبد والمانع حقيقةً هو الله وما بالعبد من نعمة فمن الله وما به من سوء فبسبب ذنوبه , والله عز وجل لا يظلم أحداً من خلقه ولكن الخلق أنفسهم يظلمون وهنا ننبه إلى أن ما أصاب الأنبياء من مصائب ليس بسبب ذنوبهم ولكن رفعة لهم ثم إنه من قال أن ما أصاب الأنبياء من ضراء هو نقمة عليهم وليس نعمة لهم بل الحق هو أن هذه المصائب هي عين رحمتهم والنعمة لهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015