ومع ذلك فهي كالقبة بالنسبة لكل جماعة على سطح الأرض من الجهة التي تليهم إلا أن هذه المذهب هو ظاهر كلام أهل السنة المتأخرين وهو الأرجح لأن العرش ثبت أن له قوائم بالأدلة الصحيحة وأن الملائكة تطوف من حوله - علماً بأن متقدموا أهل السنة لم يفصحوا بتفصيل في ذلك في أن العرش هو كالقبة فوق العالم، أو أنه ليس مستديراً من كل جهة فلذلك فليسعنا ما وسعهم.

وهنا تنبيه مهم: يجب أن يعلم المسلم أن استواء الله على العرش ليس لحاجته

إليه، ولا لكون العرش حاملاً له، فإن السماء فوق الأرض ومحيطة بها، ولم يلزم أن تكون السماء في قيامها وتماسكها محتاجة إلى الأرض، ولا أن تكون الأرض حاملة لها، فالله مستو على عرشه، وهو مستغن عنه وعما فيه من الكائنات، وهو فوق عباده حقيقة، محيط بهم إحاطة تليق بجلاله لا كإحاطة الفلك بما فيه من الكائنات، والجميع قائم بحوله وقوته ابتداء ودواما، محفوظ بعنايته ورعايته، جلت قدرته، وتعالت عظمته علوا كبيرا.

• قطعي الوحي وقطعي العقل لا يتعارضان أبداً، فقطعي العقل يؤيد قطعي

الوحي، فإن حدث تعارض بين العقل والنقل فالقطعي منهما يقضي على الظني، وإن حدث تعارض بين ظني الوحي وظني العقل فظني الوحي مقدم، حتى يثبت العقلي أو ينهار وهذا على قول وأما القول الآخر فالمقدم منهما هو الراجح مطلقاً.

• الله عز وجل قبل أن يخلق مخلوقاته كان في عماء، كما أخبر النبي صلى الله

عليه وسلم، فقد روى أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله! أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء.

• سبب تعليق قلب العبد بالله تعالى مطلوب شرعاً؟

لأنه لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلا بإذن الله عز وجل وكل ما يُصيب العبد من سراء أو ضراء لا يكون إلا بعد إذن الله عز وجل ومشيئته وإرادته , علماً بأن الشر لا يُنسب إلى الله سبحانه باعتبار رضاه به وأمره به لكنه يُنسب إليه باعتبار الخلق فالله خالق كل شيء , والله عز وجل بائن عن خلقه لكنه بحكمته يُجري أقداره على عبده من خلال خلقه, وهؤلاء الخلق ماهم إلا وسائط لإرادة الله تعالى بعبده وهذه الوسائط قسمان وسائط مباشرة محمودة , ووسائط غير مباشرة , فأما الوسائط المباشرة المحمودة فهم الذين يُصيبون العبد بالسراء أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015