شعب الكفر في المسلم وجود أصل الكفر وانتفاء ما يضاده فقد يكون الإنسان مؤمناً وعنده بعض شعب الكفر ولا يكون بها كافراً كما أنه قد يكون كافراً وعنده بعض شعب الإيمان ولا يكون بها مؤمناً إلا أن هذه الشعب تتفاوت فمنها ما هو ناقض لأصل الإيمان محقق لأصل الكفر كالاستهزاء بالدين ومنها ما ليس كذلك , وشعب الإيمان قسمان قولية وفعلية وشعب الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب الإيمان ما يوجب زوالها زوال الإيمان وأصله بالكلية كترك النطق بالشهادتين مع القدرة عليها وترك الصلاة مُطلقاً وكذلك شعب الكفر منها ما يوجب فعلها أو قولها زوال الإيمان وأصله بالكلية كقول كلمة الكفر وسب الله ورسوله اختياراً والسجود للصنم والاستهانة بالمصحف.
• الإيمان ذو أصل وشعب متعددة وكل شعبة منه تسمى إيماناً وأعلاها لا إله إلا
الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق ومنها شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً، منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب. وكذلك الكفر ذو أصل وشعب فكما أن شعب الإيمان إيمان فشعب الكفر كفر فالطاعات كلها من شعب الإيمان كما أن المعاصي كلها من شعب الكفر, وإن الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان وهذا من أعظم أصول أهل السنة بشرط ألا يكون الكفر والشرك والفجور والنفاق مما يناقض أصل الإيمان وما هيته.
• من كان همَه الآخرة فالله عز وجل هو مالك يوم الدين ومن كان همه الدنيا فلا
يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلا بإذنه وإن كان هذا المتحرك أو الساكن أحياناً قد لا يعلم أن تحرَكه أو سكونه لم يكن دون إذن الله عز وجل له.
• من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به فلم
ينتفع ابتُلي بالانشغال بما يضره فمن ترك عبادة الرحمن ابتلي بعبادة الأوثان ومن ترك محبة الله وخوفه ورجائه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد ومن ترك الحق ابتلي بالباطل ولا يظلم ربك أحداً.
• سبب ابتلاء الله للعبد بالإعراض عنه: الله يذيق عبده ألم الحجاب عنه