ومما قال ابن القيم في شرح ذلك: الله سبحانه ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فالعارفون به المصدقون لرسله المقرون بكماله: يثبتون له الأسماء والصفات، وينفون عنه مشابهة المخلوقات فيجمعون بين الإثبات ونفي التشبيه، وبين التنزيه وعدم التعطيل، فمذهبهم حسنة بين سيئتين، وهدى بين ضلالتين، فصراطهم صراط المنعم عليهم، وصراط غيرهم صراط المغضوب عليهم والضالين. قال الإمام أحمد: لا نزيل عن الله صفة من صفاته لأجل شناعة المشنعين. وقال: التشبيه: أن تقول يد كيدي تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. اهـ.

السؤال الرابع: هل الأرض الكروية؟ وهل إثبات دوران الأرض حول نفسها، ثم حول المجموعة الشمسية، والمجموعة الشمسية بأكملها حول المجرة يُخالف صريح الكتاب والسنة؟

بسم الله والحمد لله:

قبل الجواب نذكر بقاعدة عظيمة لأهل العلم مُجمع عليها وهي:

أن قطعي الوحي وقطعي العقل لا يتعارضان أبداً، فقطعي العقل يؤيد قطعي الوحي، ولذا ألف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه العظيم (درء تعارض العقل والنقل) في (11) مجلداً فإن حدث تعارض بين العقل والنقل فالقطعي منهما يقضي على الظني، وإن حدث تعارض بين ظني الوحي وظني العقل فظني الوحي مقدم، حتى يثبت العقلي أو ينهار وهذا على قول وأما القول الآخر فالمقدم منهما هو الراجح مطلقاً.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء التعارض 1/ 80: كل ما قام عليه دليل قطعي سمعي يمتنع أن يعارضه قطعي عقلي، ومثل هذا الغلط يقع فيه كثير من الناس. انتهى

وقال شيخ الإسلام رحمه الله في 1/ 88 من نفس المرجع: فما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم هو ثابت في نفس الأمر، سواء علمنا صدقه أو لم نعلمه.

وقال: لا يجوز أن يتعارض دليلان قطعيان لا عقليان ولا سمعيان ولا سمعي ولا عقلي، ولكن قد ظن من لم يفهم حقيقة القولين تعارضهما لعدم فهمه لفساد أحدهما.

ولذا .. فلا يمكن أن يحدث تعارض بين حقيقة علمية وخبر شرعي قطعي، وإنما عبرنا بالحقيقة العلمية لتخرج النظرية العلمية والفرضية العلمية، فالنظرية العلمية قابلة للصواب وللخطأ وكذا الفرضية، أما الحقيقة العلمية فلا تقبل التشكيك، وكثير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015