مادامت وجهته إِلَى الله، ومادام قد شهد حَقًا – لَا بِاللِّسَانِ - أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، وَأقَام حَيَاته كلهَا وواقعه كُله على هَذَا الأساس1.

وللعبادة آثارها التربوية نذْكر مِنْهَا:

1 - أَنَّهَا تزَود الْإِنْسَان دَائِما بشحنات متتالية من الْقُوَّة المستمدة من قُوَّة الله، والثقة بِالنَّفسِ المستمدة من الثِّقَة بِاللَّه2.

2 - أَنَّهَا تجدّد للْمُسلمِ نَفسه باستمرار وَذَلِكَ عَن طَرِيق التَّوْبَة الَّتِي تزيل عَن قلبه وتصوراته مَا قد يعلق بهما من أدناس، وتمحو من جوارحه أثر مَا قد يكْسب من آثام أَو أخطاء3.

3 - تقَوِّي وتعزز العقيدة الإسلامية فِي نفس الْمُسلم فالعقيدة الإسلامية فِي حَيَاة الْإِنْسَان الْمُسلم إِذا لم تترجم إِلَى سلوك وَعمل وَطَاعَة وَتعبد لَا تكتمل دائرتها فِي نَفسه. فالعبادة تَعْنِي التطبيق والالتزام بِمَا شَرعه الله عز وَجل، ودعا إِلَيْهِ رسله أمرا ونهيا، وتحليلا وتحريما. وَهَذَا يمثل من الْمُسلم الطَّاعَة والخضوع لله تَعَالَى والإِقرار الْكَامِل بوحدانية الْخَالِق عزوجل.

وَيظْهر مَنْهَج الْعِبَادَة فِي وَصِيَّة لُقْمَان لِابْنِهِ فِي الْأُمُور التالية:

1 -) أمره بِإِقَامَة الصَّلَاة:

فَالصَّلَاة هِيَ أعظم فَرَائض الْإِسْلَام وَعون على احْتِمَال تكاليف الْحَيَاة ونوائب الدَّهْر، قَالَ تَعَالَى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ} 4.

وَقد ذكر لُقْمَان لِابْنِهِ من أَرْكَان الْإِسْلَام الصَّلَاة، وَذَلِكَ لمكانتها الْعَالِيَة بَين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015