أي: كخط النون. وشكل النون في الخط العربي القديم هكذا ن فشبه أمواج الرمل بهذا الشكل وقد شبه عنترة (?) الحاجب بالنون في قوله:
لَهُ حاجبٌ كالنون فوق جفونه ... وثغرٌ كزهرِ الأقحوانِ مفلَّجُ
ومنه: كثرة الاشتغال بالقراءة. وهذا يتضح من استعمال هذه الكلمة في كلتا اللغتين: العربية والعبرانية.
ومن أصل المعنى: الدرس: للْجَرَبِ والحِكَّة، والمدروس: الفراشُ الموطّأ والدرس: للأكل الشديد. ومنه: درس الطعام: درس: قال ابن ميادة:
هلا اشتريت حنطة بالرستاق ... سمراء مما درس ابن مخراق
ودرس الصعب حتى راضه ودرست الكتاب بكثرة القراءة حتى خفَّ حفظه فالدرس: كثرة القراءة. ومعنى الكلمة في العبرية: اختص بالقراءة. وأما في العربية فبقيت الكلمة على السعة وأقرب إلى الأصل إذ جاءت لكثرة القراءة لا للقراءة، كمال قال تعالى {وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ} أي: بالغت في قراءتك عليهم. وأما أنها لا توجد في هذا المعنى في أشعار العرب، فذلك لأن للشعر مجاري محدودة ومعاني خاصة فقلما يذكرون القراءة فضلاً عن إكثارها.
وبعد النظر في هذه النصوص نرى أن الراغب اضطر لشيء من التكلف في محاولة التعبير عن مناسبات تصريف الكلمة وتعليلها كما نرى أن الفيروز أبادي كرر كلام الراغب بعينه باستثناء بعض الكلمات وأما معجم المجمع فلم يزد على قوله " درستَ" كررت القراءة لتحفظ، واستعراض الآيات القرآنية.