اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم، وإليها مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم. ثم يقول: وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوف فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي معتبراً فيه أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد والإشارة فيه إلى المناسبات بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقات حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب وأحيل بالقوانين الدالة على تحقيق مناسبات الألفاظ على" الرسالة " التي عملتها مختصة بهذا الباب ثم يقول: وأتبع هذا الكتاب – إن شاء الله تعالى ونسأ في الأجل – بكتاب يبنئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة.
أما السمين الحلبي فقد ذكر في مقدمة كتابه ان علوم القرآن جمة، ومن جملتها مدلولات ألفاظه الشريفة، ومعرفة معانيه اللطيفة ثم أشار إلى بعض كتب المتقدمين وأنهم لم يتموا المقصود لاختصار عباراتهم، وإيجاز إشاراتهم على أن الراغب – رحمه الله – قد وسّع مجاله، وبسط مقاله بالنسبة إلى من تقدمه.. غير أن رحمه الله تعالى قد أغفل في كتابه ألفاظاً كثيرة مع شدة الحاجة إلى معرفتها مع ذكره مواد لم ترد في القرآن أو وردت في قراءة شاذة.. ثم يقول: فلما رأيت الأمر على ما وصف، والحال كما عرف، ورأيت بعض المفسرين قد يفسر اللفظة بما جعلت كناية عنه. استخرت الله القوي في أن أحذو حذو القوم فاذكر المادة كما ستعرف ترتيبه – مفسراً معناها، وإن عثرت على شاهد من نظم ونثر أتيت به تكميلا للفائدة ورتبت هذا الموضوع على حروف المعجم..