وأن أقعد لأونسه وأسليه وأسمع ثرثرته!
وآخر يسهر يظن أن الناس كلهم مثله، فيطرق عليّ الباب الساعة العاشرة ليلاً، فأدع نومي لأقعد معه إلى نصف الليل أحادثه وأصغي إلى هذيانه، وأوقظ ربة الدار التي تعبت طول النهار لتترك راحتها ونومها وتعمل له القهوة والشاي، وربما زاد معه اللطف ورفع الكلفة فطلب العشاء!
وثالث يدهمني وأنا خارج من الدار إلى عملي أو موعدي ويُرجعني لأقعد معه!
فمتى يا ناس، يا أيها المستمعون والمستمعات، نعرف قيمة الوقت؟ ومتى نعلم أن من يسرق من آخر ساعة من وقته يكون كأنه سرق ديناراً من جيبه؟ ومتى نتأدب بآداب القرآن ونذكر قوله تعالى: {لا تَدْخُلوا بيوتاً غيرَ بُيوتِكُمْ حتّى تَسْتَانِسوا} أي: تستأذنوا، وقوله: {وإنْ قيلَ لكُمُ ارْجِعوا فارْجِعوا ...}.
آسَفُ أن الإفرنج حفظوا آداب ديننا هذه ونحن نسيناها!
* * *