أُذيعت سنة 1958
ورد عليّ في بريد هذا الأسبوع كتاب من أخ من أوساط الموظفين، كتب إليّ ثائراً فائراً، يذم الدهر ويشكو الزمان لأن مرتبه وهو الذكي العالِم المستقيم (كما يقول عن نفسه) لا يبلغ ربع ما يناله زميل له ليس له ربع ذكائه ولا علمه، وكلما طالَبَ منعوه ما هو حق له وحرموه منه، فكان تحكّم بشر مثله في رزقه أشدَّ عليه من ضيق الرزق ... إلى آخر ما قال.
ولقد مرّ بي -أنا- مثل هذه المحنة، حين خطبت أيام الحكم العسكري في الشام، من بضع سنوات، تلك الخطبة التي حملها المذياع من منبر مسجد الجامعة السورية إلى آفاق الأرض (?)، فأغضبت عليّ الحكومة حتى نال مني الحاكمون في منصبي وفي رزقي.
وقعدت عشيةً مَغيظاً محنقاً، لا لنقص المرتب وضياع