وإن لبدر واليرموك والقادسية وجبل طارق وعين جالوت لشعراً في الفخر يُخرس الشعراء وبياناً يسجد له البلغاء. إن أرضنا المقدسة من فلسطين ما فتئت تتلو على الدنيا سور المجد وآيات النبل، وتقصّ أروع قصة عن البطولة الخيّرة وعتها أذن الزمان وكنا نحن أبطالها: قصة أجنادين وحطين وجبل النار، قصة المرّات الثلاث التي انتصرت فيها فلسطين (?)، قصة «قلب الأسد» لما ذاق حَرّ النَّبْل وأحسّ حُرّ النُّبْل فانقلب خائفاً منا مُكْبراً لنا، والقديس لويس لما أقمنا له من دار ابن لقمان معبداً ومن «الطواشي» صبيح سادناً، وقصة الشعب الذي لم يُخلق إلا ليكون سيداً.
إن في كل بقعة من ديار العروبة منبع شعر وأدب وفن وبيان، ولكن أين الروّاد؟
أين اليوم أدباء العربية وشعراؤها يستنطقون الديار ويروون عنها أحاديث من نور ومن نار؟ وأين يعيشون؟ ما لهم عين ترى، ولا أذن تسمع، ولا قلب يحسُّ، ولا لسان ينطق؟ وإلا فأين القصص التي تصور البلاد وعاداتها؟ وأين الصحف التي تروي تاريخها؟ وأين القصائد التي تتغنى بجمالها وأمجادها؟ أين هم (وهذا يومهم) يشحذون العزائم ويوقظون الهمم، ويقولون القول