والزبداني وعين الصاحب والعين الخضراء، وهذا الوادي الذي هو بيت القصيد في ديوان الوجود والذي لا يدانيه في جماله وسحره واد؟ هل قالوا في ذلك كله وفي جنات لبنان معشار ما قاله شعراؤنا الأولون في سَلع ومنى ونَعمان وذي سَلَم وهاتيك الصحارى المقفرات؟
ونقول إننا في إبّان نهضة أدبية أوفى فيها الأدب العربي على الغاية!
* * *
وتعالوا أسألكم: ماذا تعرفون عن الكوفة؟ لا أريد الكوفة القديمة التي ملأت أخبارها كتب التاريخ والأدب، بل الكوفة اليوم: أين تقع؟ وماذا بقي منها؟ وما صفتها؟ والبصرة الآن: ما مكانها من البصرة القديمة؟ وأين المِربد؟ بل خبّروني عن دمشق: هل تعرفون حدود دمشق أيام الأمويين؟ هل تعرفون تاريخ امتدادها من بعدُ وتوسعها؟
تقرؤون في كتب الأدب والتاريخ أسماء نجد واليمامة وجبلَي طيء، فهل تعرفون ما حدودها وما أسماؤها الآن؟ وهل تدرون أين جرت معركة القادسية وأين كانت معركة اليرموك؟ وأين «عين جالوت» التي كانت فيها الموقعة الكبرى، وأين ... أين حطين؟
وتحجّون كل سنة، فهل عرفتم أين وُلد الرسول صلوات الله عليه؟ وأين دار الأرقم؟ وأين مكان الرّماة في أحد؟ وأين كانت منازل اليهود التي أُجلوا عنها؟