الجوع الإجباري، واشكروا على نعمة ربّكم. وليس الشكر أن ترددوا ألف مرة باللسان وحده: «الحمد لله، الحمد لله»، ولكنّ شكرَ الغني البذلُ للفقراء، وشكرَ القوي إسعادُ الضعفاء.
وأعطوا من أنفسكم كما تعطون من أموالكم، فرُبّ بسمة مع العطاء تنعش السائل أكثر من العطاء، وكلمة خير لجار تحيي الجار، وبش في وجه ذي الحاجة والاعتذار عنها خير من قضائها مع الترفع عليه عند السؤال والمنّ عليه بعد النوال.
فجربوا هذه العطية في رمضان.
وخذوا منه الصحة لأجسامكم، والسمو لأرواحكم، والعظمة لنفوسكم، والقوة والنبل، والبذل والفضل، وخذوا منه ذخراً للعام كله، يكن لكم ذخراً.
رمضان الذي تَشيع فيه خِلالُ الخير ويعم الحب والوئام، فإذا أردتم أن تصوموا حقاً فصوموا عن الأحقاد، واذكروا ما في أعدائكم من خِلال الخير (?) فأحبوهم لأجلها، واغفروا لهم وادفعوا بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينكم وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
* * *