ولقد بين صلى الله عليه وسلم بأن من غش فليس منا، وهذا قانون من مادة واحدة معناه بلسان اليوم: «يُطرَد من الجنسية الإسلامية من يغشّ» (?).
ففتشوا في الصائمين: أليس فيهم من يكذب؟ أليس فيهم من يغشّ؟ أليس فيهم من يُخلف الوعد، وإخلاف الوعد ثلث علامات النفاق؟ فكيف يرجو هؤلاء أن يكون لهم ثواب الصائمين وهم قد صاموا عن الطعام الحلال ولم يصوموا عن الحرام؟
إن الدين المعاملة، ومقياس الصلاح الصفراء والبيضاء، الذهب والفضة، المال؛ هذا هو المقياس. ولقد زكّى رجل رجلاً عند عمر فقال له: هل عاملته؟ هل سافرت معه؟ أم لعله غرّك منه إحناء رأسه في الصلاة وتحريك لسانه بالتسبيح (?)؟
الدين المعاملة، والمقياس المال.
وبعد يا أيها الصائمون، فإن رمضان شهر الحب والوئام، فكونوا فيه أوسع صدراً وأندى لساناً وأبعدَ عن المخاصمة والشرّ، وإذا رأيتم من نسائكم زلة في رمضان فاحتملوها، وإن وجدتم مساءة من إخوانكم فاصبروا عليها، وإن بادأكم أحد بالخصام فلا تقابلوه بمثله، بل ليقل أحدكم: «إني صائم».
وإذا جعتم هذا الجوع الاختياري فاذكروا من يتجرع غصص