أسلوباً للتجديد ودفع الحياة النَمَطية المتشابهة. أعرف رجلاً من أرباب النكتة كان يعد لزوجته كل يوم مفاجأة، فهو يتصيد الأخبار ليقصها عليها، ويخترع من النكات العلمية أنواعاً عجيبة تكون في أولها جداً كالجد ثم تكون مادة للضحك والحديث عنها شهراً.
جاء هذا الرجل يوماً فوجد زوجه منفردة في الدار تشكو الملل. وكانت امرأة عاميّة فأحبّ أن يشغلها بشيء، فجعل يلوي وجهه ويظهر الألم فارتاعت وسألته: ما لك؟ قال: لا شيء ... لا تهتمي. قالت: ما لك؟ قل لي ممَّ تتألم؟ قال: لا أدري، رجلي كلها، أحسّ كأن النار تمشي فيها.
وجعل يفتش ويتحسس رجله كأنه يفتش عن موضع الألم حتى اهتدى إليه فقال: ها هو ذا، إنه هنا في خنصر رجلي، إنها علة مخيفة قرأت عنها. إن خنصر رجلي مغموس في اللحم.
ولم تنتبه المسكينة -من خوفها عليه- إلى أن كل خنصر مغموس في اللحم، وانطلقت إلى الهاتف لتدعو الطبيب. فقال: لا، لا، فتشي في الدليل عن طبيب مختص بمرض الخناصر.
وأمضى في ذلك نصف ساعة. ثم ضحك فعرفت النكتة وصارت لها مثاراً للضحك ومادة تحدّث بها جاراتها.
وأنا لا أطلب من كل زوج أن يمثل مثل هذه الرواية السخيفة، بل أريد من الأزواج أن يعلموا أن من أكبر أسباب الشقاق بين الزوجين هذه الحياة الراكدة التي تمر أيامها متشابهة متماثلة، كل يوم مثل أمسه وشبه غده، وكل شيء فيها لا يتبدّل،