السلع الصغيرة ما يشتغل هو ببيعه ويأخذ هو ربحه، يتصرف فيه على ما يريده. وإن كان الأب زارعاً أخذه معه إلى حقله ورغّبه في حياة الزراعة وكلّفه من الأعمال ما يطيق، وجعل له عليه أجراً.
ولو أن المدرسة تصنع ما يصنع القوم في البلاد الأخرى فتسجل أسماء من يريد العمل وتعدّه هي لهم، فتجد لهم بعض الأعمال الهيِّنة وتدفع إليهم أجرها، كأن تجعل من الأولاد الصغار فرقة لتوزيع الخبز صباحاً على بيوت الحيّ، أو توزيع الحليب أو الجرائد على مشتركي الحيّ، أو تشغّلهم بموافقة آبائهم في المتاجر أو المعامل أو المطاعم على أن تُتخذ الأسباب الكافية لسلامة أخلاقهم وحفظ كرامتهم.
والتلميذات المُحتاجات يَستطعن أن يعملن في البيوت أعمالاً يكسبن منها مالاً. من ذلك أن أكثر ربّات البيوت تجد المشقة في إعداد الخضر للطبخ أو يضيق عن ذلك وقتها، ولو أن بعض التلميذات اتفقن على أن يجتمعن ساعتين كل يوم في بيت واحدة منهن فيُعددن الخضر للطبخ؛ كأن يأخذن الفاصوليا فيقطعنها وينزعن خيوطها ويغسلنها ويضعنها في أكياس من النايلون كل كيلو بكيس، ويقشرن البطاطا أو الباذنجان، ويحفرن الكوسا أو يُقطّعنه، ويأتي أولاد المدرسة فيوزعوا ذلك على البيوت، يُباع بزيادة خمسين أو ستين في المئة ويتقاسم الأولاد والبنات الربح، ويكنّ قد تعلّمنَ شغل البيت.
وهذا أمر واحد خطر على بالي أسوقه على سبيل المثال. وهناك أمور كثيرة يمكن أن تُعمل في الدار ويكون منها مكسب ويكون خدمة للناس؛ كأن يؤخَذ البنّ مثلاً فيُحمَّص ويُطحَن،