أُذيعت سنة 1959
لم تكن في دمشق كلها في أيامنا إلاّ أربع مدارس ابتدائية فقط، فكان أكثر التلاميذ في المدارس الأهلية، فلم يكونوا يعرفون هذه العطلة الصيفية لأن هذه المدارس تفتح أبوابها في الصيف وفي الشتاء. وكان تلاميذ المدارس الأميرية (إلاّ الأقل منهم) يقضون مدة الصيف في هذه المدارس، فإذا كان آخر أيلول (سبتمبر) وفتحت مدارسهم عادوا إليها. ولم يكن يعرف الدمشقيون قضاء الصيف في الجبال، فكانوا يكتفون بالصبحية والمسوية في صدر الباز أو الميزان أو الربوة أو الشاذروان، ومن أراد الاستجمام أمضى أياماً في دمّر أو الهامة، ثم أبعدوا النجعة فصار مجمع الناس في الجديدة والأشرفية وبسّيمة والفيجة، تستأجر الأسرة داراً من دور الفلاّحين أو غرفة من دار تقضي فيها ليالي القمر، وإن أطالت أمضت فيها شهراً.
فتبدّلت الحال الآن؛ فصارت المدارس الابتدائية الرسمية عشرات، وازداد الإقبال على الاصطياف، وصار كثير من الناس يقضي الصيف كلّه في الزبداني ومضايا وبلودان، فصار من نتائج الاصطياف وانتشار المدارس الأميرية أن بقي التلاميذ مدة الصيف