الأمر بتولّيه قضاء بغداد. فلمّا جاؤوه بالتولية قال: إن هذا المقام يستلزم علماً زاخراً وذمة لا غبار عليها ووقوفاً تاماً على الفقه، وأنا لا أجدني مستكملاً هذه الشروط ولا أصلح للقضاء. ورفض.
-10 -
وحدّث الأستاذ محمود زناتي، وهو من تلاميذ الإمام اللغوي الشيخ سيد المرصفي شارح الكامل (?)، أنه دخل عليه يوماً وقد سكن داراً بالية من حيّ قديم. فرآه قد جلس على حصير وسط الغرفة يكتب ويطالع وحوله الكتب، ومن حول الحصير خيط من عسل القصب مرشوش على البلاط يحيط به.
فسأله: ما هذا؟
قال: هذا خندقي من هجوم البق!
وعلى هذا الحصير شَرَحَ «الكامل»، هذا الشرح العظيم الذي يفاخر به عصرُنا العصورَ الخوالي.
-11 -
ولما قَدِم الشيخ سليمان النوري الأزهر كان شيخه الشيخ إبراهيم الباجوري، فسأله أن يوصي به مدير الدقهلية. والمدير -في اصطلاح المصريين- هو المحافظ عندنا، فكتب له ورقة