نُشرت سنة 1959
[هذه رسالة شرعت بها لإرسالها إلى صديق حبيب يدرس في بلاد الغرب، ثم كسلت عن إكمالها فتركتها، فلما قعدت أكتب مقالة هذا العدد أخرجتها فأتممتها، وبعثت بها لتُنْشَر لتعم منها الفائدة ويشمل النفع، وليقرأها هذا الصديق مقالة في المجلة (?) إن فاته أن يقرأها رسالة في البريد.]
أتذكر مقالتي لك يوم ودّعتك؟ لقد كنت خائفاً عليك من هذه البلاد لأني أخافها -والله- على نفسي، وقد شارفت حدّ الكهولة الأقصى، وقد أعلنت خوفي يوم سفرك، أعادك الله بالسلامة والنجاح. فلما وردت كتبك رأيت فيها لساناً فصيحاً وتفكيراً صحيحاً وكلام رجل مؤمن، فاطمأننت عليك إلى حين. أقول إلى حين لأني أعلم أن المرء كالنبات، يعيش بنفسه وبالأرض التي يمتص غذاءه منها، والماء الذي يطفئ ظمأه به،