مع الناس (صفحة 20)

والمستأجر وكانت المحاكمة التي لا تؤدي إلا إلى منع الفاحشة في غير ظلم ولا عدوان؛ فكان الحي كله كالأسرة الواحدة، وكان البلد مجموعةَ أسر كلها خيّر فاضل نبيل؟

ألا يزال الناس في وئام وسلام فلا نزاع ولا خصام، يعرف كلٌّ منهم حقه فلا يطلب إلا أقل منه، ويعرف ما عليه فلا يقصر في أدائه، وإن اختلفوا رجعوا إلى العالِم ورضوا بحكمه؛ لا يعرفون المحكمة إلا إن استحكم الخلاف، وقلما كان يستحكم الخلاف؟

ألا يزال القاضي الشرعي مرجعَ كل خصومة ومصدرَ كل حكم، يحكم في كل قضية بشرع الله، فلا تطويل ولا تأجيل، ولا مراوغين ولا محامين (?)؟

ألا يزال كل ما يحتاج إليه الناس يُصنع في دمشق، فلا يأكلون إلا حاصلات بلادهم، ولا يلبسون إلا نسيج أيديهم، ولا يتداوون إلا بعشب أرضهم؛ لا يدفعون أموالهم إلى عدوهم ولا يعينونه بها على أنفسهم؟

ألا يزالون سعداء راضين؟ قد انصرف العالم لعلمه، والتاجر لتجارته، والطالب لدرسه، والمرأة لبيتها؛ لا يشتغل أحد بغير شغله ولا يدخل فيما لا يعنيه، قد تركوا السياسة لنفر منهم أخلصوا لهم فوثقوا بهم، ورأوا أمانتهم فأعطوهم طاعاتهم، ورأوهم لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015