وكان السد الخامس هو خوف الحكومة والهرب من العقاب (لما كانت الحكومات كحكومة المملكة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وكان الحكم بشرع الله) فأخذنا قانون العقوبات من فرنسا، من البلد الذي دمره الانحراف حتى وطِأته نعال الألمان فاتحين ثلاث مرات خلال سبعين سنة، ونصصنا في قوانيننا (انظر قانون العقوبات) على ما يشبه الإباحة للزنا ويمنع الادّعاء على الزاني إلا من قبل الزوج، فإن رضي فلا ادّعاء ولا عقاب! وجعلنا عقوبة الزنا بين الأم والولد، أو بين الأب والبنت (وهي أفظع جريمة يتصورها صاحب شرف وخلق ودين) جعلنا عقوبتها أقل من عقوبة السرقة «الموصوفة» ولو كانت سرقة ألف ريال!
وسكتنا، وسكت العلماء والمفتون والنواب والحاكمون، فانكسر السد الخامس.
* * *
وكان أقوى السدود وأمتنها خوفَ الله وخشيةَ جهنم، فأبعدنا الناشئة عن التربية الدينية وأنسيناهم خشية جهنم وخوف الله، ولم يعد الشاب الجديد يعرف طريق الجامع إلا إذا تنبه يوماً إليه أبوه -وكان مصلياً- فأخذه معه.
فانكسر بذلك أمتن السدود.
ثم قلنا للمغريات وللمغويات: انطلقي ... فانطلقت. وصارت المرأة تمشي في الطريق على صورة كانت تستحيي -قبل ستين سنة- أن تخرج بها أمام أبيها وعمها في الدار، إي والله العظيم؛ لا