مع الناس (صفحة 174)

البنات خوف العار. فهل يتمالك العربي نفسه أن يكون في حفلة فيأتي رجل يقول له: "اسمح لي". يسمح له بماذا؟ لا بأن يريه ساعته، ولا بكبريت يشعل له دخينته، بل يسمح له بأن يأخذ منه زوجته يراقصها، ليضم صدرها إلى صدره ويدني وجهها من وجهه وساقها من ساقه!

ليس في الدنيا عربي يرضى بهذا، ولا يرضى به مسلم، ولا يكاد يرضى به رجل صادق الرجولة. بل إنه لا يرضى بمثله من الحيوانات إلاّ الخنزير!

هذه حال نساء الغرب، فهل نساء الغرب اليوم في خير حتى نبتغي مثل الذي عندهن لنسائنا؟

لقد عرفتم ما قالت المرأة الأميركية للشيخ بهجة البيطار. ولو نطقت كل ألمانية وكل فرنسية لقالت هذا. إنكم تنقمون من شريعتنا أنها تعطي البنات نصف ميراث الرجال، وتعدد الزوجات. فاسألوا نساء أميركا: أما يقبلن أن يأخذن نصف ميراث الرجل وأن يكلَّف الرجل وحده بالإنفاق عليهن؟ سلوا نساء ألمانيا بعد هذه الحرب: أما يتمنين أن يكون لكل عَشر منهن زوج، يعدل بينهن وينفق عليهن؟

وبم تعالَج مشكلة زيادة النساء في ألمانيا وأمثالها إلاّ بهذا؟ إذا كانت الطبيعة التي طبع الله الناس عليها توجب أن يجتمع النوعان، ما من اجتماعهما بد، ولم يكن إلاّ خمسون رجلاً ومئة امرأة، فهل ثمة إلاّ أن يكون لكل امرأتين رجل؟ أوَليست هذه فطرة الله في أنواع الحيوان كلها؟ كم نسبة الذكور إلى الإناث في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015