مع الناس (صفحة 156)

يستطيعون، فيدخل عليهم الخوف من أن يجيء الامتحان وهم لم يكملوا حفظه.

ومثلهم مثل الذي يريد أن يمشي على رجليه من المزة إلى المطار ليدرك الطيارة وما معه إلاّ ساعتان، فإن قال لنفسه: كيف أصل؟ أو ركض كالمجانين فتعب حتى وقع، لم يصل أبداً. وإن قسم الوقت والخُطا وقال لنفسه: إن عليّ أن أمشي في الدقيقة مئة خطوة فقط، سار متمهلاً مطمئناً ووصل سالماً.

والخامسة: أن بعض الطلاب يقف أمام غرفة الامتحان يعرض في ذهنه مسائل الكتاب كلها، فإذا لم يذكرها اعتقد أنه غير حافظ درسه واضطرب وجزع، مع أنه يستحيل أن يذكر المسائل كلها دفعة واحدة وإن كان يعرفها.

كم تعرف من أسماء إخوانك وأصدقائك؟ هل تستطيع أن تسردها كلها سرداً في لحظة واحدة؟ لا، ولكن إذا مر الرجل أمامك أو وُصف لك ذكرتَ اسمه. فغيابها عن ذهنك ليس معناه أنها فُقدت من ذاكرتك.

والسادسة: أنك كلما قرأت درساً استرحت بعده أو انصرفت إلى شيء بعيد عنه ليستقر في ذهنك. ومن الطلاب من يقرأ الدرس فإذا فرغ منه عاد إليه، ويكرر ذلك مرات، يحسب أن ذلك خير له مع أن ذلك كمن يأخذ صورة بـ «الفوتوغراف» ثم يأخذها مرة ثانية من غير أن يبدّل اللوحة أو يدير الفلم فتطمس الصورتان.

والسابعة: أن عليك أن تستريح ليلة الامتحان، وتدع القراءة وتأخذ قصة خفيفة، أو تزور أهلك أو أصدقاءك، أو تتلهى بشيء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015