والشرط في ذلك كله التثبت من الحقيقة، والمحافظة على أدب البحث، وقدر المعلم حق قدره، والغيرة على المصلحة، والضنّ بالوقت أن يضيع في الكلام الفارغ. فإذا استكمل التلميذ هذه الشروط وجب عليه (لا سيما تلميذ التجهيز، لا سيما طالب الجامعة) أن يقف عن تلقي ما يعتقد خلافه للحق أو إفساده لمصلحة الأمة، وأن يناقش فيه الأساتذة بأدب، وأن يعلم أن عليه أن يحترم الحق أكثر من احترام الأستاذ، وأن يحب الوطن أكثر من حب المعلم، وأن يخشى تأنيب الوجدان وعقاب الله أكثر من خشية عقاب المدرسة وجزاء الإدارة.
ولقد كان أرسطو (المعلم الأول) يقول: «أفلاطون أستاذي، ولكن الحق غايتي. فإذا اختلف أفلاطون والحق فأنا مع الحق».
* * *