أذيعت سنة 1958
في البلد اليوم مشكلة من أعقد المشكلات الاجتماعية وأعمقها أثراً في حياة الأمة؛ هي مشكلة الزواج. وتتلخص هذه المشكلة في كلمة واحدة هي أن فينا آلافاً مؤلفة من البنات في سن الزواج لا يجدن الخاطب، وآلافاً مؤلفة من الشباب لا يجدون البنات، أو لا يريدون الزواج.
ولتدركوا خطر هذه المشكلة وامتدادها، خذوا ورقة وقلماً واكتبوا أسماء الأسر التي تشتمل على البنات الكاسدات، والأسر التي تشتمل على الشباب العزّاب، تروا أن في محيط كل واحد منكم -أيها السامعون- عشرات من هؤلاء ومن أولئك.
وبحثي اليوم في أسباب هذه المشكلة ونتائجها وفي طرق حلها.
أما نتائجها فهذا الفساد الأخلاقي الذي يشكو منه كل بلد من بلدان هذا الشرق الإسلامي. وأنا لا أستطيع أن أصرّح لأني لا أتحدّث إلى جماعة أراهم أمامي أعرف أذواقهم وميولهم، ولا أتكلم في مجلس محصور ولكن أتكلم في هذا المذياع الذي