مع الناس (صفحة 109)

وتصوروا لو أخذ كل طالب من بيته رغيفين أو ثوباً قديماً، وخرجت مواكبهم فدارت على حارات الفقراء ومخيمات اللاجئين، فوزعوها وقضوا يوماً بينهم في مواساة ومشاركة لهم في حياتهم. كم يكون أثر ذلك في نفوسهم وفي نفوس هؤلاء المساكين؟

والحكومة تحتاج إلى مشروعات كثيرة، تحتاج إلى آلاف من الشباب أيام الإحصاء العام، وفي النوازل والنكبات، فلو كان هنا لجان للطلاب واستعانت بهم على ما تريد من الخير لحققت في يوم واحد وبلا نفقات ما لا يمكن تحقيقه في المدة الطويلة وبالنفقات الكثيرة، عدا عمّا في ذلك من تعويد الطلاب حياة العمل والتعاون وإبعادهم عن مواطن الزلل والضعف والبطالة.

ولكل لجنة من هذه اللجان في أميركا مستشارون من الرجال الكبار يختارهم الشباب بأنفسهم، وهؤلاء المستشارون يَعلمون بأن مهمتهم هي العمل مع الشباب لا الأمر والنهي فيهم، ومنهج هذه اللجان يوصي المستشار بأن يعرض نصحه في الاجتماع بصراحة فإذا لم توافق اللجنة عليه فلا داعي للأسف ولا للغضب.

لقد كانت لجنتنا المركزية (قبل ست وعشرين سنة) تمثّل طلاب دمشق جميعاً، وكانوا يمشون وراءها صفاً واحداً وينفّذون قراراتها. فتصوروا ماذا يكون من الخير للشباب وللأمة لو أن الحكومة وضعت نظاماً على نحو النظام المتبع في أميركا والبلاد الأخرى للجان الشباب وأقامت لها إدارة تشرف عليها. إذن لوجهتها وجهة الخير وصرفتها عن العبث واللهو والبطالة والشغب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015