الأعمال، فماذا يصنع اليوم طلاب دمشق وفيها عشر ثانويات رسمية وفي الجامعة آلاف وآلاف؟
إن العمل ليس عيباً. وفي أميركا يشتغل الطلاب، حتى الأغنياء منهم، في العطلة الصيفية بالخدمة في المطاعم والعمل في المصانع. فلماذا يبقى شبابنا مدة العطل (وهي ربع السنة أو ثلثها) بلا عمل فيتعوّدوا الكسل والبطالة، أو يقرؤوا روايات أرسين لوبين، أو يروا الأفلام الخبيثة، أو يتطيّبوا ويتعطروا ويتبختروا في عشيات الصيف في بوّابة الصالحية وحول البرلمان يراقبون المارّين والمارّات، أو يشتغلوا بالحزبيات والعصبيات؟
ولماذا نقتبس من الغرب الضار ولا نقتبس النافع؟
لماذا لا نوسّع النشاط المدرسي فنؤلّف لجاناً للشباب تبدأ في كل مدرسة ثم يكون منها اتحاد أوسع، ثم تجمع هذه «الاتحادات» حتى يكون في كل بلد لجنة مركزية واحدة للشباب تعلّمهم التعاون والجِد وحمل المسؤوليات، وتقوي أجسامهم بالرياضة وعقولهم بالمحاضرات وأرواحهم بالسلوك الخلقي القويم، وتشارك في الأعمال العامة النافعة؟
تصوّروا لو أن طلاب دمشق (?) -مثلاً- خرجوا في مواكب إلى أطراف الغوطة حيث الأرض الفضاء، فأخذ كل واحد منهم غرسة فغرسها هناك وأمضوا يوماً في لعب وتسلية ونشاط وصحة، لأقاموا في يوم واحد بستاناً للأمة فيه عشرة آلاف غرسة، يتولونه أبداً بالرعاية.