مع المعلمين (صفحة 9)

فيا معاشر المعلمين، إنكم رعاة ومسؤولون عن رعيتكم، وإنكم بناة وإن الباني لمسؤول عما يقع في البناء من زيغ أو انحراف.

وإذا كان في الأنابيب حيف ... وقع الطيش في صدور الصِّعَاد

فالتعليم هو التكوين الأول للناشئة، وعلى أساسها يبنى مستقبلهم في الحياة؛ فإن كان هذا التكوين صالحًا كانوا صالحين لأمتهم ولأنفسهم، وإن كان مختلًا ناقصًا زائغًا بنيت حياة الجيل كله على فساد، وساءت آثاره في الأمة وكانت الأمية أصلح لها، وأسلم عاقبة.

قال الحكيم العربي:

إذا ما الجرح رمَّ على فساد ... تَبَيَّن فيه تفريط الطبيب

وقال شوقي:

وإذا المعلم ساء لحظَ بصيرةٍ ... جاءت على يده البصائرُ حُولا

(?)

إن تبعة ذلك تلقى على المعلمين الكرام؛ فلينظروا أي موقف أوقفتهم الأقدار فيه، وليشدوا الحيازيم لأداء الأمانة على وجهها، وليعلموا أنهم إنما يبنون للأمة من كل جيل ساقًا حتى يعلو البناء ويشمخ، وإن البناء لا يعلو قويًا، صحيحًا، متماسك الأجزاء، متعاصيًا على الهزات والزلازل - إلا إذا كان الأساس قويًا متينًا، متمكنًا ركينًا. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015