ومما يعين على رحابة الصدر وقوة الاحتمال ما يلي:
أ - سعة الأفق: فيحسن بالمعلم أن يكون ذا أفق واسع؛ فذلك من أسباب سعادته، وأدائه لمهمته كما ينبغي؛ ذلك أن الخطأ والقصور ملازم للطالب قلما ينفك عنه، وبخاصة في هذا الوقت، وحين يدرك المعلم ذلك يضع الأخطاء في حجمها الطبيعي.
ولا يتسنى للمعلم أن يعمل ذلك إلا إذا كان واسع الأفق.
أما ضيقُ الأفق فجبان رعديد، يخاف الأمور الصغيرة، ويشتد فزعه من الحوادث التافهة الحقيرة، ويغضب أشد الغضب للكلمة النابية، ويصل إلى أقصى حد من الغضب للحوادث اليومية التي يكفي لمرورها غض الطرف عنها، ويمكن بقليل من سعة العقل، ورحابة الصدر أن ينظر إليها، ويبتسم من حدوثها.
ولكنه يمعن في الألم منها؛ لضيق أفقه، وقلة تحمله.
فالذي يؤمل أن يسير الناس كما يشتهي، ويعملوا على وفق ما يريد فخيرٌ له ألا ينتظر طويلًا؛ لأنه قد رام مستحيلًا.
ولكن خير من ذلك أن تأخذ الناس كما هم، وأن تتلقى شرورهم، وأعمالهم الصغيرة بصدر رحب، وأفق واسع، ونفس مطمئنة.
وبالجملة فمن ضاق صدره، وقلَّ احتماله تنغصت حياته، ولم يصدر عنه خير كثير، أو عمل كبير. (?)