و - السخاء بالعرض: وذلك بأن يسخو بعرضه لمن نال منه، فذلك مما يحسن بالمعلم؛ لأنه قد لا يسلم من قدح الطلاب، أو أولياء أمورهم؛ فحري به أن يسخو عليهم بذلك فيبيحهم، ويتصدق عليهم بعرضه.
قال النبي ": «أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضيغم أو ضمضم -شك ابن عبيد - (?) كان إذا أصبح قال: اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك» . (?)
قيل للشعبي: فلان ينتقصك، ويشتِمُك، فتمثل الشعبي بقول كثير عزة:
هنيئًا مريئًا غير داءٍ مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... علينا ولا مقليةً إن تَقَلَّتِ
وفي هذا السخاء من سلامة الصدر، وراحة القلب، والتخلص من معاداة الخلق -ما فيه.