فَيَرِدُ في الدرس كثيرًا مناقشةٌ لآراء العلماء، واجتهاداتهم على اختلاف مآخذهم واستنباطاتهم؛ فجدير بالمعلم أن يحترم آراء العلماء؛ ليتربى الطلاب على محبة العلم والعلماء، ولكي يعرفوا للرجال أقدارهم.
ولا يعني احترام آراء العلماء أخذها بالقبول والتسليم على أي حال، وإنما يراد بذلك عرضها بتثبت على ميزان البحث العلمي الصحيح، ثم الفصل فيها من غير تطاول عليها، ولا انحراف عن سبيل الأدب في تفنيدها.
فالفطر السليمة والنفوس الزاكية لا تجد من الإقبال على حديث من يستخفه الغرور بما عنده مثل ما تجد من الإقبال على حديثِ مَنْ أحسن الدرس أدبه، وهذب الأدب منطقه.
وإذا كان الأستاذ كمدرسة يتخرج في مجالس درسه خلق كثير -فحقيق عليه أن يكون المثال الذي يشهد فيه الطلاب كيف تناقش آراء العلماء مع صيانة اللسان من هُجْر القول الذي هو أثر الإعجابِ بالنفس، والإعجابُ بالنفس أثر ضعف لم تتناولْه التربية بتهذيب. (?)