ب - أن يكون ذا فطنة مستيقظة: فمما ينبغي التنبيه عليه أن السفر لا يذكي هِمَّة صاحبه، ولا يربي له مَلَكَةَ الأدب إلا إذا قارنته فطنة مستيقظة، تبحث عن أسرار الاجتماع، وتدقق النظر في تمييز الحسن من المعيب؛ لأن من الناس من لا يزيدهم الاغتراب إلا خورًا في طباعهم، وانحلالًا في عقدة إيمانهم.
بل إن منهم من غمسوا وجوهم في الشرور حتى نضب منها ماء الحياء، وانسدل عليها من السماجة قناع كثيفٌ.
فالسفر النافع إذًا ليس مبارحة الأوطان كيفما اتفق، ولا بالجولان بالبلدان كيفما كان الحال. (?)