مع المعلمين (صفحة 159)

صفاء السريرة للطلاب

ح - صفاء السريرة للطلاب: فقد جرت سُنَّةُ الله أن من صفت سريرته، وغَزُرَتْ صالحاته -أحدقت إليه الضمائر الحرة، وأوْلَتْهُ ودًَّا وانعطافًا. (?)

فإذا كان المعلم صافي السريرة سليم الصدر للطلاب أحبه الطلاب، وعلموا منه الإخلاص لهم، والرحمة بهم، ولو كان يؤدبهم ويعاقبهم على أخطائهم.

فلا ينبغي أن يستهان بإضمار المحبة للطلاب والشفقة عليهم؛ بحجة أنهم لا يدركون ذلك.

لا؛ بل إنهم يدركون ويميزون، ويلحظون ذلك من نظرات العيون.

وصدق من قال:

والعين تنطق والأفواه صامتة ... حتى ترى من ضمير القلب تبيانا

العين تبدي الذي في نفس صاحبها ... من العداوة أو ودٍّ إذا كانا

(?)

ومن قال:

إن العيونَ على القلوب شواهد ... فَبَغِيْضُها لك بَيِّنٌ وحبيبُها

وإذا تلاحظت العيونُ تفاوضت ... وَتَحَدَّثَتْ عَمَّا تُجِنُّ قلوبها

يَنْطِقْنَ والأفواهُ صامتةٌ فما ... يخفى عليك بريئُها ومريبها

(?)

ومن قال:

لا تسألنَّ المرء عما عنده ... واسْتمْلِ ما في قلبه من قلبكا

إن كان بغضًا كان عندك مثلُهُ ... أو كان حبًا فاز منك بِحُبِّكا

(?)

هذه بعض الأمور التي تحبب المعلم لطلابه، وتحببهم به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015